سراج للانساب

مصيبة إن نسونا.. مصيبتان إن تذكروا Mmx57181
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
وسنتشرف بتسجيلك

شكرا
ادارة المنتدي



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

سراج للانساب

مصيبة إن نسونا.. مصيبتان إن تذكروا Mmx57181
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
وسنتشرف بتسجيلك

شكرا
ادارة المنتدي

سراج للانساب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اعرف نسبك

دخول

لقد نسيت كلمة السر

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    مصيبة إن نسونا.. مصيبتان إن تذكروا

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد الرسائل : 597
    العمر : 29
    الموقع : سراج للانساب
    تاريخ التسجيل : 01/09/2007

    هام مصيبة إن نسونا.. مصيبتان إن تذكروا

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة نوفمبر 26, 2010 8:00 pm

    مصيبة إن نسونا.. مصيبتان إن تذكروا

    بقلم عزت القمحاوى ١٦/ ١٠/ ٢٠٠٧

    من الذي علم نظامنا أن السياسة هي فن الكذب طول الوقت؟!

    إنهم يكذبون دائماً، ويستنفدون طاقة اللغة في الكذب باستخدام لغة الأرقام، استناداً إلي مقولة أخري أكثر خطأ: «الأرقام لاتكذب» لكن الواقع يقول إن الأرقام تكذب عندما يضعها الكذابون أو عندما تكون من الضخامة بحيث لايحيط بها أحد، فهناك عشرات المليارات الذاهبة شمالا ويمينا في مانشيتات الصحف، وهناك ملايين من فرص العمل!

    وفي مواجهة تجبر الأرقام ليس أمام من يريد الإصلاح إلا التمسك بالتفاصيل الصغيرة، ففي تلك التفاصيل يختبيء جهاز كشف الكذب ويعمل علي أحسن وجه، وأنا اليوم لدي تفصيلة من هذا النوع.

    تذكرون، في الواقع لن تذكروا ولن يذكر المستشار يحيي عبدالحميد، محافظ الشرقية ما كتبته هنا منذ اثني عشر شهراً، لكن أصدقائي الذين يحبونني يذكرون بالتأكيد. كان مقالاً عن خطورة الطرق في مصر وتدهور أحوالها، باستثناء ما يؤدي منها إلي المصايف، حيث تمشي السيارات المعتبرة بالناس الأكابر!

    في مقالي ذاك تمنيت علي القراء الدعاء لي بالرحمة إذا لقيت حتفي في طريق الذهاب أو العودة من إجازة عيد الفطر التي أحب أن أقضيها بين أهلي في قرية ميت سهيل، إحدي قري محافظة الشرقية المحفوف طريقها بالمخاطر.

    يومها طلبني العديد من الأصدقاء متشائمين من مزاجي المأساوي، يستفسرون بخوف حقيقي، وقلت لهم إن الله سلم. وهذا العام قررت أن أعيد مع عائلتي كالعادة، ولكن دون أن أطلب لنفسي الرحمة علي اعتبار أن قلة من المحبين ستفعل ذلك من تلقاء نفسها إن نفذ أمر الله.

    وأنا في الحقيقة لا أكتب عن ميت سهيل هنا، لأنها قريتي، أو لأن حياتي أغلي من حياة أي ممن يقضون في حرب الطرق المشتعلة دون أمل في تحكيم دولي أو مؤتمر في شرم الشيخ أو كفر الشيخ أو اوسلو يضع لها نهاية، لكنني أكتب عن ميت سهيل باعتبارها تمثيلا صارخا للنسيان الذي تتعرض له جميع الأقاليم التي لايبدو أنها في حساب أحد مهما قيل عن حزم الحوافز أو الحوافز الفرط!

    الوصول إلي ميت سهيل التي تبعد عن القاهرة سبعين كيلو متراً فقط يمكن أن يتم عبر طريق ترعة الإسماعيلية من مسطرد إلي مشتول السوق، أو عبر الطريق الصحراوي فبلبيس، وكلاهما مر.

    الطريق الأول تبدأ مخاطره منذ اللحظة الأولي للخروج من القاهرة، أما الثاني فيقتضي استعمال طريق بلبيس منيا القمح المليء بالحفر المعمرة منذ عشرات السنين، نعم عشرات السنين، والطريق بين مدينتين من أقدم مدن الدنيا علي هذه الحال، وفي كلتا الحالتين تقع ميت سهيل بعد ذلك علي طريق يخصها، نحو أربعة كيلومترات رصفت للمرة الأولي في السبعينيات حتي أصبح المرور فوق حفرها مخاطرة مؤكدة بالحياة ، وذات انتخابات لم يعد أحد يذكرها الآن فوجيء الأهالي بعربات الردم تبدأ عملها بالجد الانتخابي المعتاد. ويبدو أن النتيجة لم تأت كما يشتهي من سيروا عربات الردم فتقرر وقف حال البلد، بترك الردم علي حاله دون خطوة تقدم واحدة!

    وأياً كان حظ الحقيقة من هذه الشائعة، فالواقع أن هناك أربع سنوات مرت علي وجود الردم فوق الطريق، في تجل مبتكر للبيروقراطية المصرية حول الخدمات إلي عقوبات وإصلاح وتهذيب لدافعي الضرائب. وإن كان هذا التناسي للطريق بسبب الانتخابات فعلاً فهذه قباحة لاتجوز، ومعاقبة لقرية علي رأيها أو علي الرأي الغالب فيها، وإن كان نسيانا عاديا فالقباحة أشنع، إذ يعاقب البشر علي ذنب لم يرتكبوه.

    أربع سنوات علي وجود الردم فوق الطريق، ولد فيها بشر ومات بشر، ودخلت خلالها ميت سهيل حزام الفقر المائي كغيرها من القري، فصارت رهينة المحبسين: العطش وعدم وجود طريق آمن يؤدي إليها!

    أربع سنوات وكسر الحجر الجيري يتسبب في تصادمات السيارات التي تحاول أن تتخير الشريط الممكن السير فيه، وما لايتدمر بالتصادم يتدمر بالاستهلاك السريع!

    أربع سنوات من الإتلاف لصحة البشر الذين تتعرض صدورهم لغبار الحجر الجيري، فضلا عن إتلاف محاصيل عشرات الأفدنة التي يهب عليها الغبار ويسمم محاصيلها، ويمنعها من الإزهار.

    وأنا لن يطاوعني قلبي لأطلب من المستشار المحافظ أن يجرب الزلزلة التي يتعرض لها أبناء ميت سهيل يومياً، علي الرغم من أن بينهم مستشارين وأساتذة جامعة وطلاباً واعدين، وبينهم المرضي أيضا!

    أهل بلدي لن يخلصهم أيضاً أن يعاني السيد المستشار معاناتهم، ولكن أملهم الذي لم يعد لديهم غيره هو انتهاء هذا الكابوس علي أي نحو، وأقصي مناهم الآن أن ترفع المحافظة هذا الأذي ويعيدوا الطريق لسابق عهده ترابيا كما كان قبل الرصفة الأولي والأخيرة، فهم يعرفون تراب أرضهم، وهو أحن عليهم من حجارة الميري، علي الرغم من أن سكان ميت سهيل وغيرهم من فلاحي مصر يدفعون، إلي اليوم، أقساط رصف الطرق من فواتير القطن!

    ولو كانت المشكلة في ميت سهيل وحدها، أو لو كانت الطريق فقط، لهانت، إذ يستطيع أبناء القرية الاكتتاب في مناطيد تحل مشكلتهم.

    المؤسف هو الإحساس بأن الدولة صارت بضعة شوارع في العاصمة مع بضعة شواطئ، والمحافظات صارت مبني المحافظة وما حولها، أما باقي سكان الدولة فإن النظام لا يراهم في الغالب، وهذه مصيبة تهون، لأنه عندما يراهم يعاقبهم علي وجودهم، حتي عند الشروع في تقديم خدمة، تحولها البيروقراطية العظيمة إلي عقوبة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 7:33 am