سراج للانساب

رهائن فى قبضة الفساد والفشل Mmx57181
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
وسنتشرف بتسجيلك

شكرا
ادارة المنتدي



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

سراج للانساب

رهائن فى قبضة الفساد والفشل Mmx57181
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
وسنتشرف بتسجيلك

شكرا
ادارة المنتدي

سراج للانساب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اعرف نسبك

دخول

لقد نسيت كلمة السر

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    رهائن فى قبضة الفساد والفشل

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد الرسائل : 597
    العمر : 29
    الموقع : سراج للانساب
    تاريخ التسجيل : 01/09/2007

    هام رهائن فى قبضة الفساد والفشل

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة نوفمبر 26, 2010 7:52 pm

    رهائن فى قبضة الفساد والفشل

    بقلم عزت القمحاوى ٣١/ ٣/ ٢٠٠٩

    خمسة وخمسون كيلو متراً لا غير تفصل قريتى بمحافظة الشرقية عن القاهرة.

    هذه المسافة على طريق جيد، كان من الممكن أن تعفينى من الإقامة فى القاهرة؛ فهى لا تزيد على مسافة ضواحى روما أو باريس التى يهرب إليها سكان المدينتين، ليسكنوا فيلات بحدائق بأسعار الغرفة الواحدة فى العاصمة، لكن القاهرة ليست باريس أو روما.

    وهذه الخمسة والخمسون كيلو بين ميت سهيل والقاهرة، هى سفر بكل المعنى، يجرى الاستعداد له بالزاد ودعاء السفر، ورجاء أوجهه للباقين من عائلتى بالقرية ألا يحدث لأحدهم مكروه فى أى من أيام الخميس، حيث يتطلب الوصول إلى هناك جهاداً عظيماً، احتمالات الشهادة فيه أكثر من احتمالات النصر.

    القرية ظلت محاصرة بزلط وحجر الرصف أربع سنوات كاملة، ولم نعرف إن كان الطريق منسياً أو كتبوه عند الله مرصوفاً من دون أن يرصف. أبناء قريتى استنفدوا كل طرق الرجاء فى المحافظة من دون جدوى، حتى كتبت هنا أناشد الرئيس مبارك شخصياً لرفع الحصار عن القرية على أى وجه، إما برفع عدوان الزلط والسن من الطريق أو برصفه.

    والحقيقة أن المستشار يحيى حسين محافظ الشرقية استجاب فوراً (هذه الفوراً بعد أربع سنوات من الآلام)، لا بأس، وتم رصف نصف الطريق، أى تحرير القرية من إحدى الجهتين، وبقيت الجهة الثانية لحين ميسرة، لا بأس أيضاً.

    وليست قصة ميت سهيل إلا إحدى القصص التى أحكيها لأننى أعرفها، وأعرف الزلزلة التى كانت تصيب الخارجين منها والداخلين إليها يومياً وحجم ما يستنشقون من غبار الحجر الجيرى فى ريف من المفترض أن يكون هواؤه نظيفاً، على الأقل الهواء من باب العدالة!

    كما أن معاناة الوصول إلى ميت سهيل تبدأ منذ الخروج من القاهرة، فى أماكن لا تتبع الشرقية، فالمسافة على ترعة الإسماعيلية من مسطرد إلى تحت الكوبرى الدائرى لا تتجاوز الكيلومترين ويستغرق قطعها ساعة أو أكثر، وتوحى بأجواء ما بعد تفجير قنبلة نووية، حيث الدخان والغبار الأسود والأبيض، وحيث افتقاد أي سلطة تنظم الطريق، أو تفصل بين البلطجية من السائقين وبائعى الفاكهة الذين يسدون الطريق.

    وهذا أيضاً مجرد مثال، حيث تتشابه مشكلات الطرق التى تجعل من المصريين رهائن هذه الحالة الفوضوية التى لا يمكن الحديث فى ظلها عن أي تنمية أو تقدم. فوضى ليست قضاء وقدراً، لكنها بفعل فاعل، صنعتها وترسخها يوماً بعد يوم أيدى الفساد.

    سيقولون - كالعادة - إن الفساد سمة عالمية مرتبطة بكل مجتمع إنسانى، وقد يكون هذا صحيحاً. والصحيح أيضاً أنه لا يوجد فى الشرق والغرب بلد تضافر فيه الفساد مع انعدام كفاءة الفاسدين إلى الحد الذى بلغته مصر، وجعل شوارعها وطرقها مكاناً لتجسيد انعدام الأمل فى أى شىء، بسبب ما يضيع فيه من وقت وصحة بدنية ونفسية.

    شوارع مصر أطول مذكرة إدانة للفساد والفشل عرفها التاريخ.

    السرقة واضحة فى مواصفات الطرق رديئة التنفيذ، حيث يعمل الطريق بربع كفاءته بسبب عدم استوائه، سواء فى العاصمة أو غيرها من المدن أو فى شبكة الطرق بين المدن.

    وعدم استواء الطريق يبدأ من قبول الإدارة بمواصفات رديئة لحظة التسليم، ولا ينتهى الأمر عند رداءة المواد المستخدمة وكلكعتها والبالوعات المنخفضة أو العالية، بل بسرعة الحفر تحججاً بأى سبب كان، لإخفاء جريمة استلام طريق غير مطابق.

    وهناك ظاهرة تأخير الرصف فى كل المحافظات، وليتهم يتركون الطريق التالف على تلفه، بل يبدأون فى عمل يستمر سنوات، يستهلك فيها قوى البشر والحديد.

    لا يوجد طريق حيوى فى مصر كلها لا يعانى من وصلة مشغولة بأكوام الردم سنوات كاملة.

    تخطيط الطرق (فى القاهرة بدرجة أوضح والأقاليم بدرجة محدودة) يعطى الأولوية للمواكب، حتى إذا كانت اتجاهات السير ضد المنطق العلمى السليم، وفى كثير من الأحيان تبدو طريقة الالتفاف تعذيباً مجانياً يمارسه مخططو المرور بسبب انحراف نفسى أو انعدام كفاءة.

    تضافر الفساد وانعدام الكفاءة لا يقتصر أثره على كفاءة الطريق فقط، بل يتعداه إلى وسائل النقل المتاحة وحجم استخدام الطرق.

    حلف الفساد والفشل ترك شبكات النقل العامة تنهار، فى الوقت نفسه تم تسهيل الإقراض لشراء السيارات، فانتعشت تجارتها من دون السؤال عن الشوارع التى ستسير فيها هذه السيارات؛ فالمهم أن يبيع التجار وأن يحولوا شوارعنا إلى كرنفال من الماركات العالمية.

    يضاف إلى ذلك مشكلة غض الطرف والتطنيش على إغلاق الجراجات تحت العمارات والسماح بالمجمعات التجارية والمستشفيات والنوادى بدون جراجات خاصة لروادها.

    وتكتمل المأساة بحجم الانتقال الفظيع الذى يحتاجه المصريون، لأن الهبات شبه المجانية من الأرض للمستثمرين خلقت عشوائية المناطق الصناعية والاستثمار العقارى بما يجعل سكان الشمال يعملون فى الجنوب والجنوب ينتقلون إلى الغرب، وهكذا يتدافع الناس على مدار الساعة فى اتجاهات متضاربة، بحيث لم تعد تعرف متى يذهب الناس إلى أعمالهم ومتى يعودون منها.

    وأصبحت مصر البلد الوحيد فى العالم الذى نال سكانه حق الصراخ، بينما تم تجريدهم من حق العمل!

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 4:18 pm