مقدمة
التعريف بالكتاب :
الكتاب قائم على علاقة بين الشيخ (المحفظ ) والطالب ( الذى يريد الحفظ ) ، حيث يقوم الشيخ بالتلقين أى القراءة والطالب يسمع ما يُقرأ ؛ حتى وإن كان الطالب يُحسن القراءة والكتابة ، فهو يقرأ على الشيخ ويسمع من الشيخ ليصحح له ما أخطأ فيه أو ألحن .
فكرة الكتاتيب ليست وليدة العصر فى بلدنا بل هى طريقة قديمة جداَ ارتبطت بظهور الإسلام ، فمنذ ظهر الإسلام فى مكة ونزل الوحى على رسول الله ظهرت معه فكرة الكتاتيب وإن لم تظهر بهذا الاسم فكانت الآيات تنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم فيحفظها أصحابه وينطلق الصحابة ليحفظوا أولادهم وأقاربهم ، ولما هاجر النبى من مكة إلى المدينة ظهر أول مكان خاص لتحفيظ القرآن وهو المسجد النبوى ، وعُرف أشخاص قائمين على هذه المهمة أمثال أبى بن كعب ، وسالم مولى أبى حذيفة ، ..... وسموا هؤلاء بالقراء وكلما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية ؛ كلما زادت نسبة الكتاتيب والتى غالبا ما كان مكانها فى المسجد إلى أن انتشرت الكتاتيب بصورة كبيرة حتى أصبح فى كل مدينة بل فى كل قرية محفظ أو أكثر ينقطعون لهذه المهمة وربما يحصلون على راتب شهرى إما من الطلبة أو من المسئولين فى ذلك المكان .
ولقد جازت بلدنا هذا الشرف العظيم ، وهو شرف تحفيظ كتاب الله قراءة وتلاوة وحفظاَ وتجويدا .
وقد عُلمت شخصيات من بلدنا كان لها أثرها الواضح على أبناء القرية فى تحفيظ القرآن منذ عهد قديم
نشأة الكتاتيب فى قرية ميت سهيل
أما عن نشأة الكتاتيب فى البلد فكانت كما يلى :
كان من يرغب فى تحفيظ أولاده القرآن يبعثه إلى الكتاب فى القرى المجاورة أمثال قرملة وسنهوا ...
ومن هؤلاء الذين حفظوا القرآن خارج البلدة الشيخ محمد عتمان دراز الذى كان له الفضل الأول فى هذه البلدة فى تحفيظ القرآن ؛ حيث ألحّ عليه أهل الخير بعد أن أتم حفظ القرآن تلاوة وتجويداَ أن يفتح كتاب مماثل لهذه الكتاتيب البعيدة .
فافتتحه فى بادئ الأمر وحده ، فقد فتح الكتاب فى بيته بناحية الجبالية مكان بيت الدكتور أحمد أبو عتمان وأخذ يحفظ القرآن فى بيته إلى أن توفاه الله ، وقد كان له الفضل الأول فى بدأ التحفيظ بالقرية ، وبعد وفاته ظهر شيخا آخر يحفـّظ القرآن الكريم وهو الشيخ صبرة أبو سراج والد الشيخ السعيد أبو صبرة ، ففتح الكتاب فى بيته واستمرّ فى تحفيظ الطلبة كذلك الى أن توفاه الله ومن بعده الشيخ محمد أبو باشا والد الشيخ عبدالحى أبو باشا واللذى يسكن بناحية الظلاطين وكان فى وقته هذا شيخ آخر وهو الشيخ سالم أبو حسين وكان يقوم بالقراءة فى المآتم فقط ، وكان عدد الطلبة أخذ يزداد من بعد قلة أما الشيوخ فكان هناك الشيخ عبدالباسط القطيط والشيخ عبدالحميد المصرى والشيخ حسن أبو صقر والشيخ حسن أبو جاد والشيخ محمد أبو غنيم ( البمب) والشيخ اسماعيل أبو يوسف والشيخ حلمى أبو جمعة والشيخ محمود أبو عودة وكان كل منهم يحفـّظ فى بيته مستقلا بنفسه ما عدا الشيخ حلمى أبو جمعة والشيخ محمود أبو عودة فكانوا يحفظون القرآن فقط ولا يقوموا بتحفيظه للطلبة وكان من الذين يحفـّظون القرآن أيضا الشيخ الهادى ( وهو حفظ على يد الشيخ عبدالغنى بعزبة السرايا وكان حاصلا على إيجازة بالقراءات العشر وكان موظفا بالأوقاف ، ومن الذين حفظوا على يده الشيخ عبدالباسط سلام والشيخ سيد أبو عبداللاه والشيخ محمد أبو ناصف ) وكان يحفـّظ فى منادر أبو سرايا (المجاورة للمضيفة وكانت عبارة عن منادر مكونة من طابقين وكان كل شيخ له مندرته الخاصه وطلبته الخاصة أيضا ) بصحبة الشيخ حسن أبو صقر والشيخ عبدالحميد المصرى وذلك حوالى عام 1958م وكان الكتاب فى هذا التوقيت كان هو السبيل الوحيد للتعليم فلم تكن فى القرية أى مدارس ولا القرى المجاورة ، وكان الكتاب يعلم القراءة والكتابة والحساب بجوار حفظ القرآن
وظلّ هذا الأمر قائم إلى أن فـُتحت المدرسة الحكومية ( الإلزامية ) وكان مكان هذه المدرسة فى بيت محمد أبو سلام والد عبدالباقى أبو سلام بناحية الظلاطين وكان هذا فى عهد العمدة محمود أبو غالب ، وقد قلـت نسبة الحفظ فى الكتاتيب عند بدء وجود المدرسة ، وابتدأ الأهالى يوجهون أبناءهم إلى المدرسة التى افتـُتحت فكان لها أثر سلبى على الكتاب .
لكن ظل الكتاب قائم فى المنادر فترة من الزمن ثم انتقل مكان التحفيظ من المنادر إلى مكان آخر هو بيت الشيخ الهادى بالظلاطين لكن فى هذه المرة أصبحت جمعية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لوزارة الشئون الإجتماعية المسجلة تحت رقم 24 وكان أعضاء هذه الجمعية هم : العمدة محمد أبو عسكر والشيخ عبدالباسط القطيط والشيخ زكى أبو جادالله والحاج أحمد أبو عامر
ثم ظهر جيل بعدهم يحفـّظون القرآن للطلبة وهم :
1ـ الشيخ عبدالحى أبو باشا وأخوه حسين
2ـ الشيخ على بن الشيخ محمد أبو عتمان
3ـ الشيخ عطية حسن سليم عبده
4ـ الشيخ عبد الحميد المصرى
5ـ الشيخ زكى أبو دسوقى
6ـ الشيخ زكى الدقى
7ـ الشيخ سيد أبو نصار
8ـالشيخ عبده أبو يوسف
9ـ الشيخ عبدالباسط سلام
وكان هذا الجيل كله يـُحفظ القرآن للطلبة فى القرية ثم ظهر بعدهم جيل آخر لكنهم قلة قليلة منهم :
1ـ الشيخ سيد عبداللاه
2ـ الشيخ سيد ابو السعود
3ـ الشيخ محمد أبو ناصف
4ـ الشيخ رضا أبو فرج
ومرت الأيام وانقرضت الكتاتيب وأصبح الأمر قاصر على كتابين اثنين فقط هما :
1ـ للشيخ عبدالباسط سلام ( هانى سلام )
( هو الشيخ هانى ابراهيم محمد سلام ، لكنه اشتهر بين الناس باسم
الشيخ عبدالباسط عبدالصمد تيمنا ونسبة إلى المقرئ العالمى
وصاحب الصوت الندى الشيخ عبدالباسط عبدالصمد ، وهو من
مواليد 17/6/1934م ، وحفظ الشيخ القرآن فى مدة وجيزة على
يد الشيخ على أبو عتمان وبعده ارتحل إلى شيخ آخر بقرية
مجاورة البلاشون ليتعلم منه القرآن والتجويد وأحكام القراءة وقد
أتقن هذا فى مدة عامين ولما شب الشيخ وتعلم وصار شيخا وكان
لا يزال سنه فى الخامس عشر التحق برفقة مشايخ البلدة الكبار
مثل الشيخ حسن أبو صقر والشيخ أحمد أبو بسيونى والشيخ
الهادى والشيخ عبد الحميد المصرى والشيخ عبدالحى أبو باشا
فكان يحضر معهم الحفلات الدينية والمآتم والمقارئ وغيرها ، وقد أشار عليه الشيخ محمد أبو صبرة ليفتح كتاب وكذلك وفر له مكان
التحفيظ)
2ـ للشيخ السيد عبداللاه
( هو الشيخ السيد محمد عبدالعظيم عبداللاه ، من مواليد
23/2/1952 م ، حفظ نصف القرآن على يد الشيخ عبدالحى
محمد باشا وبعد وفاته كمّل على يد الشيخ الهادى اسماعيل سعد
وجوده على يده أيضا ، وبدأ يـُحفـّظ الطلاب سنة 1985 ، وبدأ
تعيينه فى المعهد سنة 1982 م ، وظلّ يعمل فى مجال التحفيظ
لأكثر من عشرين سنة ، وحفظ على يده الكثير من الطلبة ، وهو
يرجو لكل من يحفظ القرآن وعنده القدرة على التحفيظ أن يبدأ
تحفيظ الأجيال القادمة )
نعم كانت هناك مشايخ تفتح كتابا للتحفيظ لكن سرعان ما تـُغلق مرة ثانية ، ومرّت الأيام وآتى كل من الشيخين ثمرة جهدهما فخرجت من تحت عباءتهم مشايخ وحفظة للقرآن كـُثـُر
وأخذت البلدة تشتهر مرة ثانية بالكتاتيب حتى وصل تِعداد الكتاتيب فى البلدة فى وقت واحد ما يزيد عن العشر كتاتيب وهم :
1ـ الشيخ سيد عبداللاه
2ـ الشيخ عطية النوام
3ـ الشيخ حماده السيد مصيلحى
( هو الشيخ حمادة السيد مصيلحى عبده ، من مواليد
30/11/1966 م ، وقد بدأ فى حفظ القرآن بعد أن حصل على
دبلوم التجارة وأثناء خدمته بالقوات المسلحة وذلك على يد كل
كل من الشيخ عبدالباسط محمد حسن القطيط والشيخ السيد
عبدالفتاح عبداللاه ، ثم تلقــّى علوم التجويد والقراءات السبع
على يد الشيخ زكريا محمود مرسى المقيم بقرية قرملة ،
والشيخ حمادة يحصل على شهادة إيجازة التجويد وشهادة عالية
القراءات وإيجازة بالقراءات السبع من طريق الشاطبية )
4ـ الشيخ شبل عبد العزيز عسكر
( وهو الشيخ شبل عبدالعزيز مرسى عسكر ، من مواليد
26/9/1971 م ، وقد حفظ على يد الشيخ عبد الباسط
سلام )
5ـ الشيخ أحمد طه جادالله
6ـ الشيخ أحمد جلال عودة
( هو الشيخ أحمد جلال عودة من مواليد 7/12/1983 م وحفظ
على يد كل من الشيخ عبدالباسط سلام والشيخ سيد عبداللاه
والشيخ حمادة السيد مصيلحى وحفظ بالتجويد والأحكام
على يد الشيخ محمد أبو ناصف ، وحصل على إيجازة
بالقراءات العشرة من الشيخ زكريا محمود مرسى
والمقيم بقرية قرملة )
7ـ الشيخ أحمد سليم
8ـ الشيخ عطية عبدالرسول
9ـ الشيخ عبد الخالق الصياد
( هو الشيخ عبدالخالق الصياد عبدالخالق ، من مواليد
24/2/1975 م ، حاصل على كلية الشريعة والقانون
جامعة القاهرة عام 1996 م ، وقد حفظ على يد الشيخ
زكى أبو دسوقى ثم بعد وفاته حفظ على يد الشيخ سيد
عبداللاه ، وقد بدأ يـُحفـّظ الطلبة فى مسجد السراوية
( مسجد أحمد شهاب الدين ) سنة 2002 م مع الشيخ
جمال حسنى عويس ثم بعد ذلك نقل كتابه فى بيته سنة
2006 ومن الطلبة الذين حفظوا على يده مصعب عادل
عسكر ، علا السعيد ، دعاء السعيد ، مهامحمدجمعة..)
10ـ الشيخ حسن طه جادالله
11ـ الشيخ أيمن عبدالهادى
ملاحظات هامة
أهم الطرق لحفظ القرآن الكريم :
1ـ الأدب والتواضع والوقار والألفة المتبادلة من الطالب والشيخ وهذا سر لا بد من وجوده
2ـ قراءة الآيات للطالب قراءة مجوّدة لتعتاد أذن الطالب على سماع ذلك وبالتالى سيقرأ قراءة صحيحة
3ـ ضبط المخارج لدى الصغار والصبر عليهم حتى يتعودوا على النطق الصحيح
4ـ تكليف الطالب بكتابة الآيات بالخط العثمانى لتثبت الآيات فى ذهن الطالب وليتعود على الخط الحسن
5ـ تسميع له ما سبق بالضبط والتصحيح
6ـ تجويد الآيات للطلاب وتحفيظهم المتون وشرحها لهم
7ـ الدعاء التبادل بين الشيخ والطلبة
ما يُؤحذ على الطرق المعصرة :
1ـ التسميع الجماعى ومن خلاله لا يتبين الحافظ من غيره ويصعب ضبط القراءة لدى الطلاب وتنتشر الأخطاء عند من يحفظ
2ـ عدم كتابة الآيات وضبطها على المصحف العثمانى
3ـ اهمال الطالب النجيب بتقييده بغيره فى التسميع
4ـ اهمال تعليم تجويد القرآن الكريم والقراءات وهذا منتشر جدا فى حفاظ القرية
كيفية المحافظة على القرآن الكريم :
1ـ اكرام حملة القرآن الكريم من كافة طوائف المجتمع وهذا مفقود إذ الناس يفضلون عليهم الطبيب والمهندس ورجال الأعمال وغيرهم من أصحاب الجاه وهذا ظاهر جليّا فى المجالس والمناسبات وحتى فى الزواج
2ـ اعطاء المحفـّظ أجراَ يحفظ له ماء وجهه أمام أهل بيته يكفيهم ويقضى به حوائجهم ويكفل لهم الحياة الكريمة
3ـ وجود الجمعيات الحريصة على التحفيظ بدون أجر يُؤخذ من الطالب والتزامها باعطاء المرتب للمعلم وهذا أفضل وأكرم من المطالبة
4ـ نشر تجويد القرآن الكريم والقراءات بالقرية لأنها عزيز بها .[img][/img][img]