سراج للانساب

حوارمع ناجين من مراكب الموت فى “المتوسط” Mmx57181
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
وسنتشرف بتسجيلك

شكرا
ادارة المنتدي



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

سراج للانساب

حوارمع ناجين من مراكب الموت فى “المتوسط” Mmx57181
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
وسنتشرف بتسجيلك

شكرا
ادارة المنتدي

سراج للانساب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اعرف نسبك

دخول

لقد نسيت كلمة السر

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    حوارمع ناجين من مراكب الموت فى “المتوسط”

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد الرسائل : 597
    العمر : 29
    الموقع : سراج للانساب
    تاريخ التسجيل : 01/09/2007

    حوارمع ناجين من مراكب الموت فى “المتوسط” Empty حوارمع ناجين من مراكب الموت فى “المتوسط”

    مُساهمة من طرف Admin السبت نوفمبر 13, 2010 7:41 am

    حوارمع ناجين من مراكب الموت فى “المتوسط”



    العمر «٢٥ سنة» من ميت سهيل، فى منيا القمح شرقية، فبعد تخرجه فى الجامعة وانتهاء رحلة بحثه عن عمل كريم ومجد فى المدن السياحية والصناعية المصرية بفشل مرير نتيجة عدم توفر واسطة قوية، اضطر للقبول بأعمال متفرقة لم يكن يدر أفضلها سوى ٣٠٠ جنيه شهريًا.
    ورفضه والد جارته التى أراد الارتباط بها - وهو من المقيمين فى إيطاليا، رفضه على الفور لكونه لم ينجح فى السفر إلى ميلانو الإيطالية، أو جزيرة خالكيديكى اليونانية والعمل هناك، مثل غيره من شباب ميت سهيل، التى خرج منها ومن ضواحيها حتى الآن ما يقرب من ٧ آلاف شاب، لا يعلم أحد فى مصر كم منهم بقى على قيد الحياة وكم عدد من ابتلعته أمواج البحر قبل الوصول إلى سواحل ميلانو.
    بعد محاولات عدة للحصول على تأشيرة دخول إيطاليا بالطرق الرسمية والنصب عليه من مصريين وأوروبيين يعملون فى سفارات بلدانهم فى القاهرة ويقومون «بتدبير» وبيع التأشيرات الرسمية، طلب هانى من والد جارته تعريفه بأحد وسطاء تهريب الشباب بطرق غير رسمية إلى إيطاليا.
    فقام بتعريفه على”سبّاك”متخصص فى تهريب الشباب عبرشبكة علاقات مصرية - ليبية، وهو أشهر فى ميت سهيل والشرقية عمومًا من أحمد عرابى نفسه، يتقاضى السباك فى البداية ٩ آلاف جنيه مصرى، وقبل مغادرة الأراضى الليبية بالقارب أو السفينة، أو كما يطلق عليه فى مناطق تخزين الشباب فى ليبيا «الزودياك»، على الشباب أو أهله دفع ألف دولار كاملة.
    ويقوم السباك المصرى بتحويل المبلغ أو إرساله لليبى الذى سيقوم بالعملية برمتها بعد وصول حصته إليه، ومن لا يدفع كما يقضى الاتفاق - وحسبما ذكر لى مصطفى لاحقًا - يجرى نقله من نقطة التخزين إلى مكان آخر لانتزاع بعض أعضائه كالكلى والكبد وبيعها، وقذفه فى البحر أو رميه فى الصحراء حال وفاته أثناء إجراء العملية، ولا يعرف أحد هذا المكان لأن من يذهب إليه لا يعود على الإطلاق.
    استدان هانى المبلغ المطلوب من هنا وهناك، بعد أن أخذ المبلغ فى المرتين الأولى والثانية من عمه، فهو يتيم الأبوين، ويعيش مع أخيه فى كنف جده، وحدد السباك «السمسار» موعد السفر إلى السلوم ومنها إلى طرابلس فى ليبيا، وطلب من المسافرين فى الحافلة التى انطلقت من العتبة بالقاهرة، الاتصال به فور وصولهم إلى مقهى الجبل الأخضر فى طرابلس ليعطيهم رقم تليفون “المندوب”الليبى - وهوالمصطلح الذى يستخدم بحق الوسيط.
    وعندما وصلوا إلى طرابلس اتصلوا بالسمسار المصرى، وأبلغهم برقم تليفون الليبى، وتم الاتصال به ووصل إلى المقهى ونقلهم إلى نقطة”التخزين”كما يطلقون عليها،وهو بيت فى مزرعةنائية وسط الصحراءبإحدى حيازات العنب أو الزيتون،كمايصفها هانى.
    كان عدد المتواجدين بهذا البيت ١٣٠شابًا،من ميت سهيل وحدها ٢٥ شابًا، ومن نوسة الغيط ودماص، وبلقيس وغيرها من قرى الدقهليةوقرى البحيرةوغيرهامن محافظات مصرأكثرمن١٠٠ أتوا عبروسطاءعديدين،ودفع بعضهم أكثرمن المبلغ الذى دفعه هانى.
    ويسرد هانى باقى تفاصيل رحلته إلى المجهول قائلاً:
    هذا البيت كان فى منطقة الأكريمية، وفى المحاولة الثانية كان التخزين فى منطقة زوارة بجوار أبوكماشة على الحدود التونسية، وفى المرة الثالثة فى منطقة سبراطة، لكنى علمت أن آخرين كانوا أثناء التخزين فى الخمس أو زليطة أو مسراطة - وكل تلك الأماكن سجون حقيقية - ممنوع إضاءة أى أضواء، ولا يحصل الشاب هنا سوى على الخبز وقطعتين من جبن «النستو» أو البطاطس أو علبة تونة واحدة فى اليوم وقليل من الماء.
    ويمنع التحدث بصوت عال أو إظهار ما يدل على وجود أحد بالبيت، استمرت فترة التخزين فى أولى محاولات السفر شهرًا ونصف فقط، وهى فترة قصيرة نسبيًا، فهناك فترات تخزين تستمر حتى ٣ أشهر، وجاءت لحظة الانتقال ليلاً بسيارات إلى شاطئ البحر، ما يتوافق دومًا مع بداية الشهر العربى.
    جاءت ثلاثة زوارق لنقلنا إلى عرض البحر، وبدأ دفعنا بالقوة إلى مركب السفر، وكل من يبدى خوفه أو يرفض يرمى فى البحر أو يضرب بالرصاص، كما حدث مع شابين من نوسة الغيط، أمام أعين أكثر من ١٠ شاب، ولا يسمح لأى أحد بالرجوع إلى الشاطئ مرة أخرى لما يشكله من خطر على المسؤولين عن التخزين والنقل رغم أن بعض كبار رجال الشرطة يتعاونون مع المهربين كما رأينا بأعيننا.
    فى المركب المتهالك بشدة طلب منا ترك جوازات السفر مع الحاج فاضل، الليبى صاحب المراكب، وشريك ضابط الشرطة فى عمليات التهريب، أو تمزيقها ورميها فى البحر، والتخلص من كل ما يدل على جنسيتنا أو نقطة انطلاقنا من ليبيا، وبعد تنفيذ ما أمرنا به الحاج فاضل، أبحر بالمركب المتهالك مصرى من إسكندرية لديه تليفون وبوصلة جى.بى. إس، أخذ التعليمات الخاصة بالسرعة والاتجاه، وجرى التأكيد عليه بالالتزام بهما، لأن الوقود لن يكفى حال عدم الالتزام بذلك، كذلك فقد تخلص «القبطان المصرى» من جهازيه برميهما فى البحر فور مشاهدتنا السواحل الإيطالية، كما رأينا فى المرة الثالثة.
    ويضيف هاني: « فى مايو ٢٠٠٥ كانت المحاولة الأولى، بعد عذاب التخزين والجوع وسب الليبيين مصر وأهلها مع كل خطأ صغير من أى شاب منا، والتهديد الدائم بالذبح وبيع الأعضاء، ورمى جثثنا لذئاب الصحراء أو لأسماك البحر، أبحرنا لمدة ٢٠ ساعة، كان لكل منا مكان على المركب لا يتجاوز القرفصة، بجوار بعضنا البعض، تم تقسيمنا فوق سطح المركب أو بداخله أو حتى داخل الثلاجة التى كانت لا تعمل، وبعد عذاب استمر ٢٠ ساعة وصلنا بالفعل إلى شواطئ ميلانو.
    ورمى «قبطان المركب»، الجهازين اللذين كانا معه فى المياه، وقبضت علينا قوات خفر السواحل الإيطالية، وكما علمونا فى الأكريمية ادعى بعضنا أننا فلسطينيون، والبعض الآخر سودانيون أو عراقيون، أى من دول غير مستقرة، بغية قبول لجوئنا، لكن السلطات الإيطالية والصليب الأحمر، بعد معاملتنا باحترام شديد وإعطائنا الطعام والملابس، أتوا لنا بمترجمين من كل البلدان التى ذكرناها واكتشفوا حقيقة أننا من مصر.
    فقد سألونا عن ألوان علم فلسطين والعراق والسودان والقرى التى أتينا منها، والأكلات التى أكلناها فى آخر أيامنا هناك، ولم نستطيع الإجابة، وتعرفوا علينا من اللهجة المصرية فرحلونا من لامبيدوزا إلى مطار طبرق - ولم يسمحوا بالبقاء فى ميلانو، إلا لأحد الأفارقة من غينيا، كنا قد التقطناه من الماء قبل الوصول إلى إيطاليا بعشر ساعات، وكان يرتدى سترة نجاة وكان وحيدًا فى الماء، بعد أن غرق كل من كان معه على المركب.
    وفى طبرق وبعد ٨ ساعات كاملة من الضرب والسحل والتحقيق والبهدلة تم ترحيلنا إلى السلوم، فتكررت البهدلة فى السلوم وإن على نحو أقل وأرحم، واستخرجوا لنا وثيقة تعارف بسبب عدم وجود جوازات سفر معنا، ووثيقة التعارف يعنى الاتصال بالأهل والتأكد من أننا بالفعل من تلك القرى التى ذكرناها، وبعد وصول بطاقة التعارف بالفاكس من مراكز القرى ونقاط الشرطة إلى السلوم جرى الإفراج عنا، وعدت إلى نقطة البدء من جديد.
    وفى المرة الثانية كانت البهدلة أقل فى منطقة التخزين - لكننا قررنا العودة إلى السلوم ومنها إلى مصر - بسبب الأخبار التى وصلت عن غرق أحد المراكب وعليه ٤٠٠ شخص من جنسيات مختلفة، ولم أتكلف فى هذه المرة سوى ٦ آلاف جنيه.
    وبعد الفشل للمرة الثانية، يضيف هانى، أقنعت خالى بالقيام بمحاولة ثالثة، ووعدنى بتحويل النقود إلى ليبيا فور وصولى إلا أنه لم يف بوعده ووجدت نفسى فى موقف لا أحسد عليه، لم ينقذنى منه سوى إبداء بعض المصريين معى مساعدتى ودفع لى هؤلاء ١٥٠٠ دولار، ولذا سمح لى الحاج فاضل، ومعاونه بركوب المركب.
    وبعد معاناة غير عادية فى البحر لعشرين ساعة أو يزيد والاقتراب من الموت بسبب نفاد الطعام ونشوب معركة على المركب وصلنا إلى السواحل الإيطالية مرة أخرى، وصممت على أننى سودانى هذه المدرة، وأخذوا بصمتى كعادتهم، ولم انتظر سوى أيام فقط وهربت من مقر تجميع المهاجرين فى ميلانو، وبعد هروبى بثلث ساعة فقط وجدت نفسى وجهًا لوجه مع جارى، الذى رفضنى زوجًا لابنته، يعمل فى جمع القمامة هناك
    فسألته: ألهذا رفضتنى؟ طلبت منه مساعدتى فقال إنه لا يملك مساعدة نفسه وحاولت إيجاد عمل بالأسود، أى بشكل غير رسمى لعدم وجود أوراق معى، إلا أننى فشلت، فعقدت العزم على مغادرة إيطاليا إلى فرنسا وعانيت فيها ومنها إلى ألمانيا ثم إلى السويد، والتقيت هناك مصريًا، يمتلك أحد المطاعم، وعملت لديه بالأسود لفترة إلا أنه رفض إعطائى أجرى، وطلب منى تقديم طلب اللجوء إلى السويد، فقالت لى إدارة الهجرة إن بصمتى فى إيطاليا، وإنهم بصدد ترحيلى إلى هناك، فهربت مرة أخرى إلى النرويج، فتكرر ما حدث معى فى السويد وإن كان صاحب المطعم فلسطينيًا.
    وها أنا مرة أخرى فى ألمانيا بعد النوم فى الشوارع والمساجد والهرب من المطاردات المستمرة أبحث عن أى عمل يوفر لى مكانًا للنوم ووجبة واحدة فقط ولا أجد.. فيما ينتظر أخى أى أنباء طيبة منى وأى مبلغ يدفعه للهرب إلى الجنة الموعودة.
    التفاصيل أكثر من أن تحصى، يصعب سردها دون دموع، ولم أكن أتمنى أن أمر بتلك التجربة رغم أنى سعيت إليها بكامل وعى بسبب قسوة الحياة فى مصر.
    انتهى الكلام و لا يبقى سوى الرد


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 9:45 pm