بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ/ عبد الباسط سلام
إنه الشيخ/ هانى ابراهيم محمد سلام , لكنه اشتهر بين الناس باسم الشيخ عبدالباسط تيمنا ونسبة الى المقرئ العالمى وصاحب الصوت الندى الشيخ/ عبد الباسط عبد الصمد
ولد الشيخ عبدالباسط سلام بقرية ميت سهيل بمركز منيا القمح فى يوم
17/6/1934م
كان الشيخ عبد الباسط من أسرة متواضعة فقيرة الحال مكونة من أبوين وأخت وأخوين غيره ، حيث كان أصغر إخوته ، وقد مات أبوه وهو طفل صغير وربّته أمه وأخوه الأكبر أى أنه تربّى يتيما .
ألحقته أمه بكتاب القرية ليحفظ القرآن الكريم ليكون له زادا فى طريقه يتكسّب من ورائه العيش وخاصة أنها وجدت منه ذكاءا ونباهة عقل شديد
ومع شدة الفقر وضيق العيش استطاعوا أن يوفروا له الوقت الكافى ليذهب إلى الكتاب ويحفظ القرآن
لقد حفظ الشيخ القرآن فى فى مدة وجيزة على يد الشيخ/ عتمان على أبو عز الدين وبعده ارتحل إلى شيخ آخر بقرية مجاورة تسمى البلاشون ليتعلم منه القرآن والتجويد وأحكام القراءة وقد أتقن هذا فى مدة عامين
لمّا شبّ الشيخ وتعلّم وصار شيخا وكان لا يزال سنه فى الخامسة عشر إلتحق برفقة مشايخ البلدة الكبار مثل الشيخ/حسن أبو صقر ، والشيخ/ أحمد بسيونى ، والشيخ/ الهادى ، والشيخ/ عبد الحميد المصرى ، والشيخ/ عبد الحى أبو باشا
حيث يحضر معهم الحفلات الدينية والمآتم والمقارئ وغيرها، مما أصقله وجعله يحفظ القرآن عن ظهر قلب ، وكان صاحب صوت حسن وبديع.
ولمّا بلغ سن السادسة عشر من عمره أشار عليه الشيخ/ محمد أبو صبرة ، وكان معجبا بحفظه ، أشار عليه أن يفتح كتّاب ليحفّظ فيه الأولاد ، وكان الشيخ عبدالباسط مترددا فى بداية الأمر لصغر سنّه ولعدم وجود مكان مناسب يجلس فيه للتسميع للأولاد، لكنه هيّأ له كل هذه الأمور فوفر له عنده مكانا خاصا ودفع له ولديه وهما الشيخ أحمد صبرة ، والشيخ محمد صبرة ، وكان قريب السّن للشيخ عبد الباسط
لكن أبوهما كان يشجع الشيخ عبد الباسط على أن يضربهما إذا قصّرا مما جرّأه ذلك وأعطاه الثقة فى نفسه .
ومن هذا ايوم وحتى تُوفى وهو يحفظ الأولاد جيلا بعد جيل ، فقد خرج أعدادا لا حصر لها من هذا الكتاب
** لقد كان للشيخ/ عبدالباسط أسلوب فى تحفيظ القرآن وهو:
ـ يلجأ إلى الشدة والتعامل بقسوة شديدة مع المقصّرين من الأولاد
ـ وفى الوقت ذاته يشجع المتميّزين
مما ألجأت تلك القسوة الغير حريصين من الصغار على عدم التفلت وعدم الهرب السريع .
وعلى الوجه الآخر قد خرّج الشيخ أجيالا تجيد وتتقن حفظ القرآن
لقد كان الشيخ عبدالباسط من القلائل فى هذه البلدة فى إتقانهم لعملهم وإخلاصهم الشديد لأداء مهامهم ، فكان يتابع الأولاد متابعة جيدة فكان يعرف لوح كل ولد وماضيه مع كثرة الأولاد عنده مما كان لهذا أثرا طيبا فى نفس الأولاد حيث كانوا يهابونه ويخافون من سطوته ، فلا يلجأون إلى المراوغة أو التحايل عليه كما كان بعض الأولاد فى الكتاتيب الأخرى .
ـ كان الشيخ لا يقتنع بأن يسمع الأولاد عليه الماضى واللوح فرادى ، بل كان يفرض على كل واحد منهم أن يجلس بجواره ليقرأ جزء أو جزئين قبل أن يغادر الكتاب
ـ كان الشيخ دائما ما يجلس على مكان مرتفع ليشاهد الأولاد كلهم وبجواره عصاه الـى لا تفارقه
ـ كان لا يقتنع بالقراءة السرّية بل يأمر الأولاد أن يقرأوا بصوت عال مسموع حتى لا يسرح الولد أثناء القراءة ويكون دائم التركيز
ـ كان الشيخ يأمر الأولاد بأن يكثروا من التسميع والمراجعة لبعضهم البعض قبل أن يقفوا أمامه ، وألا يغيّروا طبعات المصاحف التى يحفظون منها حتى تنطبع الصفحة فى ذهن الولد ويسهل عليه أن يتخيلها ، وكان يميل إلى أن يعطى الولد اللوح الجديد سطور قليلة حتى يسهل عليه حفظها بإتقان ـ بينما يعطيه كمّا كبيرا من الماضى حتى لا ينس ما حفظه .
** لم تكن حياة الشيخ عبدالباسط مليئة بالرفاهية كما كان يتصور البعض ، فقد كانت كلّها فقر وعوز وحاجة ولا تخلو من مشاكل بسبب ضيق المعيشة حيث تربّى يتيما فلمّا كبر لم يحصل على تركة من أبيه إلا ( معزة) كانت هذه ك ما ورثه عن أبيه
ـ تزوج فى بيت زوجته حيث لا بيت له مستقل يأويه هو وزوجته ، وظلّت زوجته عنده دون أن تنجب له لكن كانت رغبته تزداد كل يوم فى أن ينجب ، فتزوج من أخرى لكنها لم تدم معه طويلا فطلّقها ثم ماتت زوجته الأولى فتزوج من الثالثة ، فشاءت قدرة الله أن ينجب بعد كبر سنّه ، فأنجبلت له ولد ذكر هو الشيخ/ رضا وثلاث بنات : أمل ـ منال ـ هيام .
وبفضل كفاحه وصبره واجتهاده وسّع الله عليه كثيرا ، فأصبح من أثرياء البلدة حيث الأطيان الزراعية والأموال والسكن
** لم يكتفى الشيخ بأمر الكتاب وحده بل التحق بمدرسة البلدة ليحفّظ فيها بالأجر ثم انتقل بعدها إلى المعهد الأزهرى ليحفّظ فيه القرآن الكريم وظلّ يحفّظ فى المعهد حتى وافته المنّية .
ـ كان الشيخ له قطعة أرض زراعية يتولّى زراعتها حتى رُزق بولده الشيخ رضا الذى أسند إليه أمور الزراعة لعدم فراغه وكبر سنّه
ـ كان الشيخ عبدالباسط كل يوم فى الصصاح الباكر يمر على البيوت يقرأ فيها القرآن الكريم مقابل أجر تسمّى بالرواتب
وكانت المواسم والافراح والمآتم فاتحة خير عليه ، حيث يقرأ القرآن وتسمى بالختمة مقابل أجر من المال أو طعام
ـ كان الشيخ يقوم بعملية التغسيل والتكفين وتلحيد وتلقين المتوفى
ـ ظلّ مسئول عن مسجد السراوية لمدة سبع وعشرين عاما ينظف المسجد ويقوم على أمره ، ويؤذّن للصلوات ، ويصلّى بالناس إماما
والمحمود له فى هذا أنه لم يكن يخطأ أو يعتريه نسيان إلا قليل جدا ، كما أنه كان يصلّى بالقرآن الكريم متتابعا بمعنى أنه يبدأ بالبقرة ويواصل القراءة فى كل صلاة حتى نهاية القرآن الكريم ، كان يقول عن نفسه أنه يختم القرآن الكريم كل ثمانية أشهر
وأخيراً لقد كان الشيخ عبدالباسط رجلا متعلقا بالقرآن الكريم فهو لا يترك القرآن إلا ساعات نومه ، وإليك يوم من أيامه :
فهو يقوم مع قرآن الفجر فى الإذاعة ليفتح المسجد ، ثم يصلّى بالناس ، ثم يجلس يقرأ القرآن الكريم حيث كان له ورد مع نفسه ، فإذا ما أشرقت الشمس مرّ على البيوت يقرأ فى كل بيت ربع أو ربعين من القرآن الكريم ويسميها بالرواتب ن ثم منها إلى المعهد الأزهرى وذلك حتى صلاة الظهر ثم يعود ليجلس فى بيته يستقبل الأولاد ويسمع لهم وذلك حتى صلاة العشاء ن ثم ينام بعدها ، وهكذا كل يوم حتى تُوفى يوم الجمعة الموافق 9/12/2007م .
نسأل الله أن يتقبل منه
ويجعله فى ميزان حسناته
الشيخ/ عبد الباسط سلام
إنه الشيخ/ هانى ابراهيم محمد سلام , لكنه اشتهر بين الناس باسم الشيخ عبدالباسط تيمنا ونسبة الى المقرئ العالمى وصاحب الصوت الندى الشيخ/ عبد الباسط عبد الصمد
ولد الشيخ عبدالباسط سلام بقرية ميت سهيل بمركز منيا القمح فى يوم
17/6/1934م
كان الشيخ عبد الباسط من أسرة متواضعة فقيرة الحال مكونة من أبوين وأخت وأخوين غيره ، حيث كان أصغر إخوته ، وقد مات أبوه وهو طفل صغير وربّته أمه وأخوه الأكبر أى أنه تربّى يتيما .
ألحقته أمه بكتاب القرية ليحفظ القرآن الكريم ليكون له زادا فى طريقه يتكسّب من ورائه العيش وخاصة أنها وجدت منه ذكاءا ونباهة عقل شديد
ومع شدة الفقر وضيق العيش استطاعوا أن يوفروا له الوقت الكافى ليذهب إلى الكتاب ويحفظ القرآن
لقد حفظ الشيخ القرآن فى فى مدة وجيزة على يد الشيخ/ عتمان على أبو عز الدين وبعده ارتحل إلى شيخ آخر بقرية مجاورة تسمى البلاشون ليتعلم منه القرآن والتجويد وأحكام القراءة وقد أتقن هذا فى مدة عامين
لمّا شبّ الشيخ وتعلّم وصار شيخا وكان لا يزال سنه فى الخامسة عشر إلتحق برفقة مشايخ البلدة الكبار مثل الشيخ/حسن أبو صقر ، والشيخ/ أحمد بسيونى ، والشيخ/ الهادى ، والشيخ/ عبد الحميد المصرى ، والشيخ/ عبد الحى أبو باشا
حيث يحضر معهم الحفلات الدينية والمآتم والمقارئ وغيرها، مما أصقله وجعله يحفظ القرآن عن ظهر قلب ، وكان صاحب صوت حسن وبديع.
ولمّا بلغ سن السادسة عشر من عمره أشار عليه الشيخ/ محمد أبو صبرة ، وكان معجبا بحفظه ، أشار عليه أن يفتح كتّاب ليحفّظ فيه الأولاد ، وكان الشيخ عبدالباسط مترددا فى بداية الأمر لصغر سنّه ولعدم وجود مكان مناسب يجلس فيه للتسميع للأولاد، لكنه هيّأ له كل هذه الأمور فوفر له عنده مكانا خاصا ودفع له ولديه وهما الشيخ أحمد صبرة ، والشيخ محمد صبرة ، وكان قريب السّن للشيخ عبد الباسط
لكن أبوهما كان يشجع الشيخ عبد الباسط على أن يضربهما إذا قصّرا مما جرّأه ذلك وأعطاه الثقة فى نفسه .
ومن هذا ايوم وحتى تُوفى وهو يحفظ الأولاد جيلا بعد جيل ، فقد خرج أعدادا لا حصر لها من هذا الكتاب
** لقد كان للشيخ/ عبدالباسط أسلوب فى تحفيظ القرآن وهو:
ـ يلجأ إلى الشدة والتعامل بقسوة شديدة مع المقصّرين من الأولاد
ـ وفى الوقت ذاته يشجع المتميّزين
مما ألجأت تلك القسوة الغير حريصين من الصغار على عدم التفلت وعدم الهرب السريع .
وعلى الوجه الآخر قد خرّج الشيخ أجيالا تجيد وتتقن حفظ القرآن
لقد كان الشيخ عبدالباسط من القلائل فى هذه البلدة فى إتقانهم لعملهم وإخلاصهم الشديد لأداء مهامهم ، فكان يتابع الأولاد متابعة جيدة فكان يعرف لوح كل ولد وماضيه مع كثرة الأولاد عنده مما كان لهذا أثرا طيبا فى نفس الأولاد حيث كانوا يهابونه ويخافون من سطوته ، فلا يلجأون إلى المراوغة أو التحايل عليه كما كان بعض الأولاد فى الكتاتيب الأخرى .
ـ كان الشيخ لا يقتنع بأن يسمع الأولاد عليه الماضى واللوح فرادى ، بل كان يفرض على كل واحد منهم أن يجلس بجواره ليقرأ جزء أو جزئين قبل أن يغادر الكتاب
ـ كان الشيخ دائما ما يجلس على مكان مرتفع ليشاهد الأولاد كلهم وبجواره عصاه الـى لا تفارقه
ـ كان لا يقتنع بالقراءة السرّية بل يأمر الأولاد أن يقرأوا بصوت عال مسموع حتى لا يسرح الولد أثناء القراءة ويكون دائم التركيز
ـ كان الشيخ يأمر الأولاد بأن يكثروا من التسميع والمراجعة لبعضهم البعض قبل أن يقفوا أمامه ، وألا يغيّروا طبعات المصاحف التى يحفظون منها حتى تنطبع الصفحة فى ذهن الولد ويسهل عليه أن يتخيلها ، وكان يميل إلى أن يعطى الولد اللوح الجديد سطور قليلة حتى يسهل عليه حفظها بإتقان ـ بينما يعطيه كمّا كبيرا من الماضى حتى لا ينس ما حفظه .
** لم تكن حياة الشيخ عبدالباسط مليئة بالرفاهية كما كان يتصور البعض ، فقد كانت كلّها فقر وعوز وحاجة ولا تخلو من مشاكل بسبب ضيق المعيشة حيث تربّى يتيما فلمّا كبر لم يحصل على تركة من أبيه إلا ( معزة) كانت هذه ك ما ورثه عن أبيه
ـ تزوج فى بيت زوجته حيث لا بيت له مستقل يأويه هو وزوجته ، وظلّت زوجته عنده دون أن تنجب له لكن كانت رغبته تزداد كل يوم فى أن ينجب ، فتزوج من أخرى لكنها لم تدم معه طويلا فطلّقها ثم ماتت زوجته الأولى فتزوج من الثالثة ، فشاءت قدرة الله أن ينجب بعد كبر سنّه ، فأنجبلت له ولد ذكر هو الشيخ/ رضا وثلاث بنات : أمل ـ منال ـ هيام .
وبفضل كفاحه وصبره واجتهاده وسّع الله عليه كثيرا ، فأصبح من أثرياء البلدة حيث الأطيان الزراعية والأموال والسكن
** لم يكتفى الشيخ بأمر الكتاب وحده بل التحق بمدرسة البلدة ليحفّظ فيها بالأجر ثم انتقل بعدها إلى المعهد الأزهرى ليحفّظ فيه القرآن الكريم وظلّ يحفّظ فى المعهد حتى وافته المنّية .
ـ كان الشيخ له قطعة أرض زراعية يتولّى زراعتها حتى رُزق بولده الشيخ رضا الذى أسند إليه أمور الزراعة لعدم فراغه وكبر سنّه
ـ كان الشيخ عبدالباسط كل يوم فى الصصاح الباكر يمر على البيوت يقرأ فيها القرآن الكريم مقابل أجر تسمّى بالرواتب
وكانت المواسم والافراح والمآتم فاتحة خير عليه ، حيث يقرأ القرآن وتسمى بالختمة مقابل أجر من المال أو طعام
ـ كان الشيخ يقوم بعملية التغسيل والتكفين وتلحيد وتلقين المتوفى
ـ ظلّ مسئول عن مسجد السراوية لمدة سبع وعشرين عاما ينظف المسجد ويقوم على أمره ، ويؤذّن للصلوات ، ويصلّى بالناس إماما
والمحمود له فى هذا أنه لم يكن يخطأ أو يعتريه نسيان إلا قليل جدا ، كما أنه كان يصلّى بالقرآن الكريم متتابعا بمعنى أنه يبدأ بالبقرة ويواصل القراءة فى كل صلاة حتى نهاية القرآن الكريم ، كان يقول عن نفسه أنه يختم القرآن الكريم كل ثمانية أشهر
وأخيراً لقد كان الشيخ عبدالباسط رجلا متعلقا بالقرآن الكريم فهو لا يترك القرآن إلا ساعات نومه ، وإليك يوم من أيامه :
فهو يقوم مع قرآن الفجر فى الإذاعة ليفتح المسجد ، ثم يصلّى بالناس ، ثم يجلس يقرأ القرآن الكريم حيث كان له ورد مع نفسه ، فإذا ما أشرقت الشمس مرّ على البيوت يقرأ فى كل بيت ربع أو ربعين من القرآن الكريم ويسميها بالرواتب ن ثم منها إلى المعهد الأزهرى وذلك حتى صلاة الظهر ثم يعود ليجلس فى بيته يستقبل الأولاد ويسمع لهم وذلك حتى صلاة العشاء ن ثم ينام بعدها ، وهكذا كل يوم حتى تُوفى يوم الجمعة الموافق 9/12/2007م .
نسأل الله أن يتقبل منه
ويجعله فى ميزان حسناته